logo on medium devices
موقع صدى الولاية الاخباري
الأربعاء 26 نوفمبر 2025
01:53:42 GMT

توماس براك ينطق حقًّا ويتجاهل واقعًا

توماس براك ينطق حقًّا ويتجاهل واقعًا
2025-07-13 17:02:22

١٣/٧/٢٠٢٥
ميخائيل عوض

١
فعلَ خيرًا توماس براك بأنْ علَّق الجرسَ بصوتٍ صادمٍ.
قالها، فاهتزَّت الأرضُ، واكفهرَّت السماءُ، وانهالت ردودُ الفعل من كلِّ حدبٍ وصوبٍ، إلّا السياديّين بالمزاعمِ والهوبراتِ، فقد أطربهم قولُه، وسارعوا - كعاداتِهم السيئةِ - لمحاولةِ الاستثمارِ وتوجيهِ الدفّةِ إلى السلاحِ ورجالِه، وهم وحدَهم حُمَاةُ الكيانِ والنظامِ والصيغةِ، وقدّموا أعزَّ ما يملكونَ على مذبحِها.
حذَّر اللبنانيّين من أنَّهم إن لم يتّعظوا ويهمّوا ويهبّوا هبّةَ رجلٍ واحدٍ لحمايةِ الكيانِ، فقد يتبخّر ويذوب.
براك قالَ كلامًا مُحقًّا، لكنّه لغايةٍ في نفسِه، ولتمريرِ مشاريعِ الفوضى والتدميرِ، تجاهلَ - عن عمدٍ - واقعَ الحالِ والتاريخِ والجغرافيا وعلومِ الجيوبوليتيك والجيوسياسية.

نعم، لبنان جزءٌ أصيلٌ ومؤسِّسٌ من ساحلِ الشام، وعبرَه صُنِعت الشامُ وصُدّرت الحرفةُ والحرفُ، وأصولُ الانتظامِ البشريِّ والعُمرانِ، وركوبُ البحارِ والتجارةِ، والنوتةُ الموسيقيّةُ، وقواعدُ التحكيمِ والقضاء.

٢
هو جزءٌ من ساحلِ الشام الممتدِّ من إسكندرون إلى غزّة، بحسبِ وقائعَ وحقائقَ التاريخِ منذ الخلق.
وساحلُ الشام شاهدٌ، بل مُؤسِّسٌ، في صعودِ وانهيارِ الحضاراتِ والإمبراطورياتِ، منذ كان الفينيقيّون - وهم أوّلُ وأعظمُ حضارةٍ وأوسعُها انتشارًا - وصلت طلائعُهم إلى أمريكا، سابقين كولومبوس بآلافِ السنين، وآثارُهم شاهدةٌ.

٣
بحسبِ عبد المجيد عبد الملك في كتابِه ساحل الشام والصراعات الدوليّة، الصادرِ على جزئين عن مكتبةِ بيسان عام ٢٠٠١ و٢٠٠٧ ، فالمثلّث بزواياه الذهبيّة: بيروت / القدس - غزّة- بغداد، تُصنع فيه وبحروبِه مستقبلُ الإمبراطورياتِ والقوى، فإنِ انتصرتْ في واحدةٍ من الزوايا، تعاظمت وسادت، وإنْ هُزِمتْ في واحدةٍ، تراجعت حتى بادت.
وآخرُ الأمثلة: الاتحادُ السوفيتيّ، عندما خسرَ بيروت وبغداد.
والحقُّ أنَّ حروبَ الزوايا الثلاث ملتهبةٌ، ويُهزمُ فيها أعتى إمبراطورياتِ العدوانِ والإبادة، ومعها عالمُها الأنجلوساكسوني، وقد دخلت صنعاءُ الحربَ بهويّةٍ وهي العربيّةُ الجنوبيّةُ.

٤
والحقُّ أنَّ ساحلَ الشام وبَرَّه قد جرى تقسيمُه لتصنيعِ نظمٍ وكياناتٍ لتخديمِ الكيانِ المُصنَّع، والجميعُ في خدمةِ السيطرةِ العدوانيّةِ الإمبرياليّة.
هو بلسانه وقلمِه سبق أن غرّد وأدان الدولَ الاستعماريّةَ التي أبلَت الشامَ والعربيّةَ بالتقسيم.
كما قبله ماكرون، صاحبُ "الحبّ الشديد في لبنان"، والوزيرُ جنبلاط، وغالبيّةُ الزعماء والباحثين، تحدّثوا بإسهابٍ عن انتهاءِ تقسيماتِ سايكس بيكو، وحذّروا من زوالِ الكيانِ والكياناتِ، ولم تَقُم الدنيا ولم تقعد.

٥
في حقائقِ الواقعِ - وكُنّا كتبنا وذكرنا ورفعنا الصوتَ وقلنا وأصدرنا كتابَنا عام ٢٠١٨ بعنوان "«العرب والمسألة القومية في القرن الواحد والعشرين … قراءة معاصرة في الأمة والدولة والعولمة» - أصَّلْنا فيه بإسهابٍ الحالةَ ووثّقناها، وجزمنا بأنّ جغرافيةَ ونُظُمَ سايكس بيكو المُصنَّعةَ قد فقدتْ وظائفَها، وانفجرتْ على نفسِها، وعجزت قوى الاستعمارِ عن تجزئةِ المُجزّأ، وإدامةِ الفوضى، وجزمنا بأنَّ العرب - بدءًا من الشام - في حقبةِ إعادةِ الهيكلةِ نُظمًا وجغرافيًّا، والاتّجاهِ إلى تكبيرِ الجغرافيا لا تصغيرِها.

٦
في الواقعِ وأحداثِه ومُندرجاتِه، فمحورُ المقاومةِ والسلاحُ ورجالُه هم مَن أفقدوا سايكس بيكو وظائفَها، وهزموا أمريكا وعالمَها، وحكومةَ الشركاتِ الخفيّة، ممّا وفّر الظروفَ والشروطَ الموضوعيّةَ للتحوّلاتِ العالميّةِ، وصعودِ أوراسيا، والظاهرةِ الترمبيّة في أمريكا، وتشكيلِ لوبي العولمة، ولوبي شركاتِ الهاي تك والتواصليّة، وحزبِ أمريكا لإيلون ماسك.
فلا فضلَ لبراك ومعلّميه: ترمب ونتنياهو.

٧
بواقعِ حقائقِ الأزمنةِ والجغرافيا وحاجاتِها، فصانعُ الشيءِ هو من يُجيدُ استخدامَه، وتاليًا فلن تكونَ لنتنياهو فُرَصٌ لتحقيقِ أحلامِه والاستثمارِ بالظروفِ لتحويلِ دولتِه من وظيفيّةٍ قاصرةٍ فقدتْ وظائفَها ودورَها إلى إقليميّةٍ حاكمةٍ؛ فهذه أحلامُ إبليسَ في الجنّة.

خيرًا فعلَ براك بأن صدّع الرؤوسَ، وفجّر قُنبلةً، ثمّ عاد فضبطَ تصريحَه؛ منعًا لاستغلالِه من دعاةِ السيادةِ الكاذبين والمزوّرين والمنخرطين حتى النخاعِ بالتآمرِ على الكيانِ وبقائه، على عكسِ مَن يستهدفون السلاحَ ورجالَه؛ حُمَاةِ السيادةِ والكرامةِ وحَفَظةِ الكيان.

علّقَ الجرس، وأعادَ قولَ ما قاله ماكرون بحضورِ أركانِ المنظومةِ:
الكيانُ في خطر، والنظامُ أفلَسَ، فلا مَخرَجَ إلّا بتغييرٍ حدّيٍ وجذريٍّ للنظام، وعَصرنتِه، وتحريرِه من العنصريّةِ البائدةِ بالتقاسمِ الطائفيّ، تمهيدًا وشرطًا لعَصرنةِ وظائفِ الكيانِ، ليلعبَ دورًا رائدًا في العودةِ إلى الشام والعربيّة، بكياناتٍ جامعةٍ، وجغرافيّةٍ واسعةٍ، بلا "إسرائيل"، ومتحرّرةٍ من هيمنةِ الغربِ الاستعماريّة، وبنُظُمٍ عصريّةٍ تُحقّقُ حاجاتِ البشرِ الماديّةِ والروحيّة.

فالظرفُ الموضوعيُّ، واستحقاقُ المهامِّ، فَرَضَ واجبًا، وعلى اللبنانيّين وأهلِ الشام أن ينهضوا لمهامِّ التاريخِ وإنجازِها، وإلّا فالفوضى والضياعُ هو المصيرُ.

لمتابعة كل جديد الاشتراك بقناة الأجمل آت مع ميخائيل عوض على الرابط 

https://youtube.com/channel/UCobZkbbxpvRjeIGXATr2biQ?si=9qbBkVg5nvpqmOS
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها
صدر كتاب تحت عنوان: قراءة في الحركة المهدوية نحو بيت المقدس للشيخ الدكتور علي جابر
المساعدون القضائيون في صيدا يكرّمون القاضي إيلي أبو مراد قبل انتقاله إلى البقاع
المقداد يجول في جرد جبيل ولاسا
مؤتمر دولي لنصرة غزة من بيروت الى اليمن وفلسطين والعالم
بتاريخ ٢٠٢٤٠٤٠١ نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي شعبة بشارة الخوري محمد الحوت المتحف في منطقة بيروت
في أجواء شهر رمضان المبارك وبمناسبة يوم الأرض ،
واشنطن تصنف انصار الله جماعة إرهابية وتدخل حيز التنفيذ من يومنا هذا وصنفت قيادات الصفوف الاولى من حركة انصار الله بلائحة الارهاب
النائب برو يتفقد احوال النازحين في علمات والبدان المجاورة
قتيل وجرحى بين العرب في البقاع الاوسط في منطقة قب اللياس
بعد طلب سماحة القائد الولي الاعلى السيد علي الخامنئي حفظ الله
كتب حسن علي طه يا أمة المليار منافق، غزة تُباااااد ، فماذا أنتم فاعلون؟ عامان، لا بل دهران، لكثافة ما حصل في غزة من أحداث.
بسم الله الرحمن الرحيم
مباشر من حفل اطلاق الحملة الرسمية لاحياء اليوم القدس العالمي التي يطلقها ملف شبكات التواصل في حزب الله
الوزير السابق للداخلية مروان شربل
ممثل الامين العام لحزب الله الشيخ الدكتور علي جابر يزور مطبخ مائدة الامام زين العابدين ع في برج البراجنة
قيادة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي
الحاج حسن من بريتال: أزمة انتخاب رئيس الجمهورية سياسية وليست دستورية
تحت عنوان (على طريق القدس موحدون لمواجهة الفتن ومؤامرات التفريق بين أمتنا )
صنعاء بمواجهة العدوان المتجدّد: لا وقف لعمليّاتنا
الصوت الذي لم يستكن يوماً
من دون سيادة، كل النقاش عبث
تركيا في «شرم الشيخ»: غزة حصّتنا أيضاً
مذكرات اعتقال نتنياهو: هل مررت إدارة بايدن الضوء الأخضر؟
لودريان خبير في تمرير الوقت....!
خاتمةُ شهادةِ طوفانِ الأقصى .
المصارف تجهّز «مجزرة» لموظفيها لبنان يتحسّس موظّفو المصارف الخطر المقبل عليهم، ويترقّبون «المجزرة» التي يحضّر لها أصحاب المص
جبهة داخلية (غير) حصينة: إسرائيل تختبر الحرب... كما هي
الخليج يتهيّأ لحقبة ترامب: تنافس سعودي - قطري على الحظوة
تزاحم قطري - سعودي في سوريا: برّاك يستعرض وصايته عامر علي الخميس 7 آب 2025 تستهدف التفاهمات الجديدة، التي شملت 12 مشروع
أميركا ترصد تحرّكات إسرائيلية هجومية: مفاوضات «النووي الإيراني» على المحكّ
انتخابات الجنوب تحت المجهر: قياس نبض «الثنائي» وجمهوره
بداية مرحلة جديدة في الصراع الإقليمي قوة اليمن تستهدف مطار بن غوريون
ما الذي تفعله السعودية في لبنان؟
الكتائب» و«القوات»: مع تعديل قانون الانتخابات الآن
هـل يـتـحـوّل لـبـنـان الـى سـاحـة صـراع سـوري – سـوري؟
وعودٌ تتكرّر... والخديعة تُصاغ بلغة ناعمة بقلم الاعلامي خضر رسلان منذ قرنٍ وأكثر، ما زال ما يُسمّى المجتمع الدولي يجيد ال
ترامب يتوسّط بين تركيا وإسرائيل: تقاسما سوريا
النهار : سـلام أبـلـغ بـري.. أهـداف اسـرائـيـل لـم تـعـد تـقـتـصـر عـلـى حـزب الله -
«إسرائيل الكبرى» و«منطقتنا القويّة»
مقال مهم وجدير بالقراءة : الحزب يحسم قراره: وثيقة الاستسلام مرفوضة والقتال كربلائي
سنة
شهر
أسبوع
يوم
س
د
ث